في زمن كثرة فيه الفتن ,, المشاكل ,, المصائب ,, وانتشرت فيه الامراض ,, منها المعدي ,, ومنها القاتل !
لكن هناك امراض اكثر خطورة وضرر منها ...... ألا وهي امراض القلوب !
الفرق بينها وبين امراض الاجساد .. ان مرض الجسد يضر الجسد ذاته لا غيره ... ربما الحسنة الوحيدة لمرض الجسد انه يطهر القلب بإذن الله من الذنوب !
بينما امراض القلوب تضر الجسد والامة وبالتالي تفسد نفسها ومن حوالها !
لانها تُعمي القلوب والابصار فتفسد النفس وتعيث في الارض الفساد !
هناك ستة امراض من امراض القلوب ... لو كانت في الانسان ,,, فليعلم انه معرض ومهدد بالخطر (لنفسه وللامة) والنار والعياذ بالله !
فأحذر وانتبه لنفسك يا اخي ... وهي
الكبر ,, الحسد ,, الطمع ,, البخل ,, العند ,, الغضب..
كانت بداية البشرية والعائلة الاولى على سطح الارض هي .. ادم وحواء وابنائهم الستة .. قابيل واخته .. وهابيل واخته
قصة قابيل وهابيل (بإختصار..مما سمعته من برنامج قصص القران للداعية عمرو خالد) انهما اخوة .. كان قابيل هو الاخ الاكبر .. وهابيل هو الاصغر .. قابيل بحكم انه الاكبر اعطاه ووكله اباه "ادم عليه السلام" مهنة الزراعة .. وهابيل كان راعي وصاحب غنم .... كان هابيل انسان طموح .. لم يكتفي بالرعي بل كان يتعلم من اباه العلم ... عندها تميز هابيل عن اخاه قابيل ....
.. كان ادم عليه السلام يزوج ذكر كل بطن بأنثى الآخر ... فاراد هابيل ان يتزوج اخت قابيل .. فاستأثر قابيل بها على اخيه ... فأمره ادام ان يزوج اخته هابيل فابى !
عندها أمرهما ادم أن يقربا قربانا، فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل !
هنا حدثت المشكلة وتدخل ابليس بينهما !
وقال قابيل لاخيه هابيل " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ..." احس قابيل بتميز هابيل عنه .. وانا الله تقبل من اخيه هابيل ولم يتقبل منه !
عندها اصاب قلبه مرض من امراض القلوب ... الحسد ... فقال لاخيه ... لاقتلنك !
فما كان رد اخيه هابيل عليه !!؟؟
قال له " قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( 28 ) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) "
دعوني اقف عند قوله " قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "
وهنا قاعدة مهمة جدا ... يجب على الكل ان يفهمها ويعيها ...انظر لحياتك وعملك .. كل اعمالك الصالحات .. هل تقبلها الله !؟
اذا اردت ان تعلم فانظر لنفسك وقلبك ... ان تركت الذنوب والمعاصي نهائيا ولم تعد لها ... فأنت بإذن الله ممن اعانك الله و تقبل عملك
التقوى هو سر القرب من الله .. هو اساس الحياة الصحيحة السليمة
التقوى هو محبة الله لك .. قال تعالى " إن الله يحب المتقين" التوبة 7
التقوى هو غفران الذنوب قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم" الأحزاب 70 - 71 .
التقوى هو التيسير في الامور ... قال تعالى " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا " الطلاق 4
التقوى هو البركة .. قال تعالى " ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " (الأعراف:96)
التقوى هو تفريج الهموم وتوسيع الرزق .. قال تعالى " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " سورة الطلاق
التقوى هو الجنة .. قال تعالى " إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيم " القلم34...
كن ذا قلب تقي تنعم بحياتك بإذن الله : )
..
همسة للأباء :
انتبه لإبنك ... علمه النشاط ... لا للكسل
لا تعطيه كل ما يريد ... وعلمه مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه " اوكلما اشتهيت اشتريت "
لا تنحاز لاحد من ابنائك دون الاخر ... حتى لا تعرف ولا تمتلئ قلوبهم بالحسد اتجاه بعضهم البعض
لا للضرب ... لانه مضر اكثر من نفعه ... ويكتسبون العناد والغضب !..
نعود لقصة قابيل وهابيل ...
بعد ان تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل .. امتلاء قلبه حسدا اتجاه اخاه ... فتوعد قابيل اخاه هابيل بقتله !
قال تعالى " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) "
يالله .... قابيل ارتكب اول جريمة على وجه الارض .... قتل اخاه !!
قابيل خسر الدنيا قبل الاخرة ... فهو خسر الشعور بالراحة والامان .... خسر الاخ ... خسر الاب ... خسر الام ... خسر العائلة ... والكارثة .... تشميت العدو (ابليس) ... شمت ابليس في ادم عليه السلام !!
فقد قال ابليس عليه لعنة الله " لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً "
انتبه ان تشمت الاعداء بك ... انتبه وارقب افعالك ولا تجعل امك واباك ينزلون رؤوسهم للارض خزي مما فعلت !قابيل خسر الاخرة !!
دائما منهزم الفكر .... يلجاء لليد ... فيبطش ويخرب !!...
لكن السؤال ... لماذا هابيل لم يرد على قابيل عندما حاول قتله !!!
هل هو سلبي وجبان !؟
يقول الله سبحانه وتعالى " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "
كان رد هابيل لاخيه قابيل ... ان وعظه وحاول تذكيره بالاخوة والرحم .. وكانت حجته ان قال اني اخاف الله رب العالمين ...وذكره بالاخرة وما سيكون مصيره ان اقدم على قتله فقال .. قال تعالى " إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ "
لكن سولت له نفسه الامارة بالسوء قتل اخيه ... فخسر الدنيا والاخرة
..
هل تعرفون من هو هابيل الصحابي !!؟؟
فكروا ..... وسأخبركم ..
قابيل كان مثال للشر على الارض ... وهو اول من ارتكب جريمة على وجه الارض !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً "اخرجه مسلم في صحيحه
قابيل اول من قتل !!
انتبه ان تكون او تسن سنة سيئة وتأخذ اثمها واثم من عمل بها من بعدك إلى يوم القيامة .... انتبه وراقب نفسك !..
بعد ان فعل قابيل فعلته ... وهي اول جريمة قتل ... لم يدري ما يفعل بجثة اخيه !!
فهي المرة الاولى التي يُقتل فيها انسان ... والجثة تعفنت وبدأت بالتحلل ... قابيل لم يكن يعلم ما يفعل حينها ...لكن من رحمة الله الواسعة ان ارسل له غراب يحفر في التراب ليدفن هو غراب قد مات ... فتعلم قابيل منه .. قال تعالى " فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ "
الفائدة من هنا ... ان يتعلم ويتفكر الانسان مما يرى حوله في مخلوقات الله .....
انتهت قصة قابيل وهابيل ... قصة الشر والخير ... هي فعلا انتهت منذ زمن .. لكنها لازالت تتكرر من ذاك الزمان إلى يومنا هذا !
لكن لم تنتهني بهذا الحزن والتشاؤم ! صحيح ان ادم وحواء حزنوا على ابنائهم ...
لكن كان الامل موجود ... فقد كان هابيل اول شهيد
ومن بعده جاء نبي الله شيت ... وادريس ... استمرت الحياة ... بالامل بإصلاح الارض وتعميرها ...
..
هل عرفتم من هو هابيل الصحابة !؟
صحيح ... هو الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه وارضاه .. عندما حُصِرَ ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم
..
فدخلوا عليه المتأمرين وقتلوه وهو يقراء القرآن ... وسال دمه .. ووقعت قطرت منه على الاية " فـَسَــيَكفيكـَهُمُ الله "
ما اعظمك يا عثمان
فما يحدث في العراق ... فلسطين ... لبنان ... دارفور ... هو تكرار لقصة قابيل وهابيل !!
..
هذه كلمات من قلب الداعية عمرو خالد ومن قلبي إلى قلوبكم ... يا عالم يكفي ما نرى من الظلم والقتل ... اتقوا الله ... يا مسلمين العراق توحدوا ... يا لبنان توحدوا .. يا فلسطين توحدوا ... يا دارفور توحدوا .... يا مسلمين توحدوا ... خُلقنا لتعمير واصلاح الارض لا لفسادها وخرابها ... يقول صلى الله عليه وسلم : " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيما قلب رفضها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصبح القلوب على قلبين: قلب أبيض خالصاً، وقلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً "
فأي القلوب قلبك انت !؟
...
كن متواضع
كن سهل وعود نفسك على " نعم ,, حاضر ,, اسف !"
كن قنوع .. عود نفسك على المنع والامساك .. وتذكر دائما مقول عمر بن الخطاب " اوكلما اشتهيت اشتريت "
كن كريم ... تصدق ... اعطي
كن حليم ... سامح
نافس وتحدي نفسك ....
كن هابيل ... ولا تكن قابيل
..
سلاااامي ودعوااااتي
الموضوع منقول و جزى الله خيرا كاتبة الموضوع ^^
..